الأربعاء، 6 أبريل 2011

تبلور القمر..

كومة ورق يعلوها حبرٌ وقلم..
وكومةٌ أخرى من عالم الأفكار تثور تنتظر أن تنضج فتُنفث !!
مكتبٌ منهك.. على عاتقه يقع حملٌ ثقيل..

وهناك..
في تلك الزاوية تربعت على العرش رزنامة..
يُخيل إلى الناظر أنها كومة ورق أخرى, ولكنها في حسبان الزمن عملُ حياة بتفاصيلها..
كل صفيحة منها تروي حكاية..
فيشرق يومي برقم من أوراقها ويغرب بقلم على أوراقٍ بجوارها..

رزنامتي ما بالك قد أبطأت المسير؟؟ ويكأن نبض الزمن فيك قد توقف!!
ورقة واحدة لا أريد سواها.. ورقة"منتصف الشهر"
ألا ليت أوراقك كلها نسخٌ منها !!!




!أين بريقها؟ أم تراها تاهت وضلت طريقها؟
"لم يحن وقتها" لا أطيق مثل هذه الاجابة
فالأشواق أصابتها نشوة الجنون.. اختنقت, كبلتني قيودها, ضقتُ ذرعاً
وهرعت إلى النافذة أتنفس الصعداء...

إنه هو !! أم تراها الحمّى فخُيّل إلي !!
بل هو.. صوت نبضاته ملأت عنان السماء !!
ولكنها مبحوحة.. وثمة شيء آخر , هناك ضلعٌ فيه ناقص !!
وابتسامة صفراء تكسوه.. يتثاقل بها أمام الجميع, يقنعهم بها
وأنّى أن يفهم أعماقها سواي ؟!؟ وقد عرفت حكاية ذاك الضلع !!
أنا وإياه فقط, وربما لا أنا ولا هو في آن معاً !!





ما إن لمحني حتى أعرض وجهه, ويكأنه يواري فجعه بذاك الضلع..
أفراراً مني أيها القمر؟!!؟
وما اخترق قلبي الأصم سوى أهات ضلوعك المبعثرة..
أسمعها من بين ألف صخب وضجيج, لا تضل طريقها
تخرج منك الآه فتُولدُ فيها آهات تمتد وتمتد إلى أن تتصل قلبي فتستقر !!





ففيم الهروب؟! أم هو الكبرياء إذ اخترتُ مالا تطيق ؟
اقتربتُ منه ودارت بنا الأرض فوضعتنا وجهاً لوجه
ودار بيننا حديث وربما دار فيه وحدي...
عَلا صوتي كلما كان يعلو كلما كان يرتطم بحاجز من الصمم..
لم يعد يسمعني !!
حتى الصمت لم أرى من طابعه رداً..
أصابني الجنون, بدأت أصرخ أضربه على صدره عله يتوجع فيبوح بـ آآآآآه

أيها الرفاق ما به!؟ هل تجدون فيه ما أجد؟
أم أنه يبصر من الكون كله إلا أنا !!



أغلقتُ نافذتي, عدتُ إلى مكتبي كالمغشيّ عليه
قلمي يرتعش, والورق يصارع نوباته والرزنامة تعتصر ..
استيقظت على صوت انفجار الساعة الموقوتة في أرجاء الغرفة
لتعلن منتصف الليل..

إنه حلم.. نعم حلم !!
هرعت إلى مكتبي, قلمي ينتظر ,وريقاتي تتهيأ لتصغي
أما رزنامتي فباتت مشرقة؛ فقد طفا على سطحها ورقة "منتصف الشهر"
أها.. هيا إذن !!
نقص حكاية تبلور فيها القمر !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق