الثلاثاء، 24 مايو 2011

خمسة فولت !!

تتوالى الأيام.. وتمضي قُدُماً
سريعةٌ هي..
تجري وأنا معها في طريقين متوازيين..
إلى أن تقوم الساعة ونلتقي في نقطة الأصل !!
ليقدم كلٌ منا اقترانه وصحيفةٌ كُتب آخرها
إنجاز/ ثانية !!

قد يتغير هذا الإقتران بين تزايدٍ وتناقصٍ من فترةٍ لأخرى
وقد يبقى ثابتاً راكداً في مساره مهما دار به الزمن..
إلا رزنامتي.. مخيفةٌ هي
فقد حواها اقترانٌ متزايدٌ ومتناقصٌ في آنٍ معاً !!



يومٌ جديد وهمةٌ تتوقد..
ذهبتُ لألقي تحية الصباح على هذه الرزنامة
وإذ بها تُريني رقماً لا أريد رؤيته..
اقترب موعد الإمتحان :(  لا أريد ..

صباحٌ مزعجٌ.. رزنامتي كتبي من جهة وأمي من جهةٌ أخرى  O_o !!
رزنامتي تُضيء احمراراً وكأنها تقول : "انتبه هناك خطر"
كتبي تنتحب : "سوزان ممكن تعبرينا" !!
ماما.. احم احم
"الله يرضى عليك تقومي تدرسي؛ هاد الفصل بدك ترجعي الإمتياز"

ثلاثتهم اجتمعوا علي وما من مفر :((
ربما هم محقون...  هيا ندرس ^_^

قلم، "سلايدات" , طاقة مقدارها خمسة فولت وإلى الجانب الأيمن
لا يضر إن وضعنا حديث القمر وتكوين المفكر "لمزيد من التفاؤل" ..



بسم الله ، "اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين و الملائكة المقربين "
السلايد الأول... التاني.. الثالث




الرابع.... الخامس... السادس




السابع ... الثامن...
التااا س ..ع .....   "معلش"





الـ عـ ااااا شـ  ر ..
.
.
.
أعد شحن البطارية !!





ليس من الغريب أن يغدو "السلايد" الحادي عشر من مادة "الذكاء الإصطناعي"
الفصل الرابع من "حديث القمر" ..

ذكاء اصطناعي !!
هل من عقلك يا مهندسة؟
نعم.. كل الإحترام لهاتين الكلمتين
حينما كنت في بادئ الأمر أنظر إلى الخطة الدراسية لتخصصي
ويقع ناظري على هذه المادة
أجد نفسي قد وقفت هنيهة لألمح لمعانها متربعاً ينضح إشعاعاً..
أتساءل بلهفة يا ترى ما الذي سأجده بين هاتين الكلمتين
وما الذي سأخرج به منهما؟!
حتى أخذتها فأصبح الذكاء عندنا منتهى الحفظ والغباء :(

أو يعقل أن تدخل المهندسة علينا فتقول:
احفظ ولا تفهم !!
رفقاً بعقلي ,بذكاءٍ بات ينضمر مع كل منهجٍ من مناهجكم..

أذكر تلك اللحظة التي دخلتْ بها علينا
وقد ملأها الغضب من علاماتنا..
"ألم أقل لكم احفظوا".. "أنتم حرين قد نال الإمتياز الأكثر حفظاً الأوفر حظاً" !!






ربما تسلل لك في الوهلة الأولى أنني مهملة
لا تدرس وليس لها رغبة في العلم ولا تمت للهندسة بصلة ×_×
غير أنني عاشقةٌ لهندسة ابن خلدون لا هندسة قواقزة وعبد الودود !!

إلى متى هم يكتشفون ونحن نحفظ؟
إلى متى هم يخترعون ونحن نقلد؟!
إلى متى أدخل ب خمسة فولت وأخرج ب أعد شحن البطارية !!

من هنا.. من الضيق من الضجر
من تشويه متعة العلم.. من 4 سنين هندسة بلا شيء يُقدر
من يكفي سذاجة أنا مهندس بحق
بدأ هذا المشروع الصغير..
قائم عليه فتية آمنوا بربهم,,
نحو نهضة علمية ونحو أن تصبح ال خمسة فولت أضعاف مما هي عليه
كن مشروعاً وكن أنت التغيير بحد ذاته
تابعونا هنا ..




http://www.facebook.com/?ref=home#!/pages/%D9%85%D9%87%D9%86%D8%AF%D8%B3-%D8%A8%D8%AD%D9%82-Active-engineer/130780836996905

الأحد، 24 أبريل 2011

"اقرأ" تطالب بحقها

تفضّل.. فتحتُ الباب وبخطوات هادئة وصلتُ المكتب..
وضعتُ ورقة خالية إلاّ من :
"مديري الفراغ عذراً,, أقدم استقالتي..."

ألى أين؟؟
لا إلى مكان وإنما سأعتزل..

سأعتزل القليل إلاّ الكثير؛ إنما يكفيني من الجليس جلساء !
ومن الصديق أصدقاء!!
غير أن صديقي هذا لا ذكرٌ ولا أنثى وإنما من جنس الورق..
لا شهيق ولا زفير وإنما روح فيك تتنفس
لا أوتار ولا حنجرة وإنما حديثه بصوتك أنت
يفهم حاجتك دونما لفظ, يحاور عقلك دونما خطاب..
ألم يقولوا وخير جليس في الزمان كتاب؟؟
وأنا أقول جليس بألف ألف جليس !!

سبحان من بدأ كتابه لا بإسجد ولا بصلًّ وإنما بإقرأ !
ولعمري إنها مفتاح لألف باب..
اقرأ لتعي لتتعلم لتغذي العقل فتعرف عظمة الخالق
تزدد خشية فتعمل وتُقبل ساجداً تارة وناهضاً لإصلاح الأمة تارة أخرى..



وإن مثل النهضة والمجد كمثل نواة في عنصر مشع, والناس حولها في مدارات
فمنهم قريب ومنهم بعيد فأبعد , ومنهم لا يُرضيه سوى المدار الأول !!
والذكي من يتزود ليقترب فتجذبه هي أكثر ..

وقالوا سيُقام معرضٌ للكتاب فهرعت والرفاق, ولبينا النداء
وقلنا لن يسبقنا أحد..
ما إن أطلقتُ نظري فأبصرت كتب هنا وأخرى هناك
وقد تشبّع المكان برائحتها, حتى أصابتني رغبة في القفز والصراخ
كطفل التمس يتخبط من الفرحة بوجود الدمى من حوله..
أيها يأخذ وأيها يستقي !!

إلى أن وقع بصري على زاوية كان قائدها "الراشد" فانتصبتُ كشجرةٍ
باتت مزروعة هناك لا ترتوي وقلتُ دعوها علي وقد اتفقنا أن تشتري
كل منا كتاب مختلف نتداوله فيما بيننا وبهذا يكون الكتاب قد قرأه الجميع..




أما أجمل لقطة ..
حينما دعوت قريبتي للذهاب معي, وقد كانت تقول :" مالي والكتب" !!
وإذ بنا نغادر وفي يدها خمسة كتب !!

عانقتها بنظراتي؛ مضينا وابتسامة نصرٍ تعلوني
أتمتم داخلي :
ما شبعت ولا ارتويت ولا حتى اكتفيت !! "هل من مزيد" !!
وقطعت عهدا أن تكون غرفتي جدرانها الكتب
لا الاسمنت ولا الحديد...
 

الأربعاء، 6 أبريل 2011

تبلور القمر..

كومة ورق يعلوها حبرٌ وقلم..
وكومةٌ أخرى من عالم الأفكار تثور تنتظر أن تنضج فتُنفث !!
مكتبٌ منهك.. على عاتقه يقع حملٌ ثقيل..

وهناك..
في تلك الزاوية تربعت على العرش رزنامة..
يُخيل إلى الناظر أنها كومة ورق أخرى, ولكنها في حسبان الزمن عملُ حياة بتفاصيلها..
كل صفيحة منها تروي حكاية..
فيشرق يومي برقم من أوراقها ويغرب بقلم على أوراقٍ بجوارها..

رزنامتي ما بالك قد أبطأت المسير؟؟ ويكأن نبض الزمن فيك قد توقف!!
ورقة واحدة لا أريد سواها.. ورقة"منتصف الشهر"
ألا ليت أوراقك كلها نسخٌ منها !!!




!أين بريقها؟ أم تراها تاهت وضلت طريقها؟
"لم يحن وقتها" لا أطيق مثل هذه الاجابة
فالأشواق أصابتها نشوة الجنون.. اختنقت, كبلتني قيودها, ضقتُ ذرعاً
وهرعت إلى النافذة أتنفس الصعداء...

إنه هو !! أم تراها الحمّى فخُيّل إلي !!
بل هو.. صوت نبضاته ملأت عنان السماء !!
ولكنها مبحوحة.. وثمة شيء آخر , هناك ضلعٌ فيه ناقص !!
وابتسامة صفراء تكسوه.. يتثاقل بها أمام الجميع, يقنعهم بها
وأنّى أن يفهم أعماقها سواي ؟!؟ وقد عرفت حكاية ذاك الضلع !!
أنا وإياه فقط, وربما لا أنا ولا هو في آن معاً !!





ما إن لمحني حتى أعرض وجهه, ويكأنه يواري فجعه بذاك الضلع..
أفراراً مني أيها القمر؟!!؟
وما اخترق قلبي الأصم سوى أهات ضلوعك المبعثرة..
أسمعها من بين ألف صخب وضجيج, لا تضل طريقها
تخرج منك الآه فتُولدُ فيها آهات تمتد وتمتد إلى أن تتصل قلبي فتستقر !!





ففيم الهروب؟! أم هو الكبرياء إذ اخترتُ مالا تطيق ؟
اقتربتُ منه ودارت بنا الأرض فوضعتنا وجهاً لوجه
ودار بيننا حديث وربما دار فيه وحدي...
عَلا صوتي كلما كان يعلو كلما كان يرتطم بحاجز من الصمم..
لم يعد يسمعني !!
حتى الصمت لم أرى من طابعه رداً..
أصابني الجنون, بدأت أصرخ أضربه على صدره عله يتوجع فيبوح بـ آآآآآه

أيها الرفاق ما به!؟ هل تجدون فيه ما أجد؟
أم أنه يبصر من الكون كله إلا أنا !!



أغلقتُ نافذتي, عدتُ إلى مكتبي كالمغشيّ عليه
قلمي يرتعش, والورق يصارع نوباته والرزنامة تعتصر ..
استيقظت على صوت انفجار الساعة الموقوتة في أرجاء الغرفة
لتعلن منتصف الليل..

إنه حلم.. نعم حلم !!
هرعت إلى مكتبي, قلمي ينتظر ,وريقاتي تتهيأ لتصغي
أما رزنامتي فباتت مشرقة؛ فقد طفا على سطحها ورقة "منتصف الشهر"
أها.. هيا إذن !!
نقص حكاية تبلور فيها القمر !!

السبت، 2 أبريل 2011

هديتي لكِ.. من نوع آخر!



 أي نجمة ستضيء سماء اليوم "نيسان".. لترسم والقمر صورة لأبدع ليلة!!
أيّ بصمة ستنطبع.. في مكان لطالما انتظرها!!

قلم عذب.. يخطّ بيانا من نبضات "قلب ملتزم"

أختي الحبيبة سوزان...
"قلب ملتزم" .. كلمتان .. وفي ثنايا كلّ كلمة أقرأ مجلدا.. بل مجلدات.. فكيف بهما وقد اجتمعتا معا

أيّ حكايا سيحكيان.. وأيّ بيان سيخطّان..
أي الهدايا تخبئين في جُعبتكِ يا .. سوزان!

رفيقتي..
في هذه الليلة... سأتأمل بزوغ فجر "قلب ملتزم" في سماء التدوين

وما أسعدني بهذه اللحظة
سيسمع العالم.. خفقات قلب عرف ربه.. فالتزم!!
في هذه الليلة.. ستؤدين جزءا من أمانتك على هذه الأرض
فامضي رفيقتي.. بخفقات "قلب ملتزم" واثقة
على طريق .. أساسه .. دينٌ وعلمٌ وعاطفة راقية
وخطّي لنا من أحرفكِ بيانا رقيقا... عميقا.. ومُلتزم




أختك المحبة.. ميساء

ملاحظة: أردت أن تكون هديتي لكِ ذات طابع خاص... ففكرت أن أجعلها تنبض في قلبك الملتزم.. عساها تسعدك


سوزان:
أجمل هدية يا صديقتي
والأجمل منها وجودك بين نبضات هذا القلب...

الجمعة، 1 أبريل 2011

وقفة على مفترق طرق..

حينما تتخبط الأفكار ببعضها.. وتتصادم السفن دون الوصول
إلى شاطئ..
سيأتي زمن تخرُّ قواها.. فمن الضياع تولد الفوضى
وإذ بالعمر قد مضى, سبعون سنة وربما أكثر مثلما جئت عليها .. رحلتَ منها !!
تسير مرة مع ذاك, وأخرى مع هذا.. إلى أين؟؟ !! لا تدري!!
حتى توقعك الأيام في مأزق, فأنت الآن أمام نقطة مفترق طرق..
أيها تختار؟ ولم؟ وكيف؟ أسئلة أجوبتها تعاني الإضطراب
فيصدع رأسك وينفجر..


من انفجارك هذا تكون نقطة التحول !!

إني إذ أقود قلمي هنا ليصدح في "قلب ملتزم"
فهذا لأن الوصول إلى خالقه هو أسمى غاية..
فليتك ترضى, وتجعلها حجة لي لا علي, والحمد لك دائماً وأبداً
إذ مننت علي فعرفتُ معنى تلك الأمانة..

أبي في عامك ال 54 أنحني بقامتي
لتقبيل يديك لأقول لك : كل عام وأنت تاج رأسي..
أعاننا على سفرك وليتنا نسدُّ جزءاً مما فعلته وتفعله لأجلنا..

أمي أخواي أختاي بكم أحيا ومنكم أنبثق وفيكم مسكني
فما قيمة الحياة دونكم !! لعمري أنتم مهجة الفؤاد..

صديقاتي أخواتي هنا أو هناك, القاصي والداني
وجودي بينكن ألف نعمة والله, أشد على أيديكن, فليتكن تقبلنني
حجراً صغيراً في سدًّ بكم يقوى بناؤه..

أساتذتي تعلمت من كلماتكم الكثير..
هندستي أنت سر ذاتي, وبك أسير على درب ابن الهيثم والرازي..
كتبي أنت ملاذي وخير جليس, منك مهما رشفت لن أرتوي
فحالي وإياك "هل من مزيد" !!

أهديكم جميعا قلب إذا صلح, صلح الجسد كله..

"هبة, ميساء, تسنيم, مها"
شكرا لدعمكن وثقتكن بأن أكون أهلاً لإفتتاح مثل هذا العمل..

تحياتي: سوزان دودين


السبت، 19 مارس 2011

في بريدي رسالة..

 
 لا زلتُ أذكرُ ذاك الصوت.. وذاك الصراخ..
ووقعه في قلبي كان كالمسمار يُدق في لوحة من خشب..
فلا أنساه ولا ينساني..
ذاك المسمار الذي يشهد ألم مخاضها,, انفجار دماء رحمها
أمي تتألم ؛تتجهز لينبثق من روحها قطعةٌ منها..
لطالما أحبتها وانتظرتْ مجيئها.. ولطالما تحدثتْ وإيّا تلك الروح في أعماقها..
تارة تبكي أمانةً بانتظارها وأخرى تفرح بهدية الله لها ..
ولكن آمالك يا أمي, أشواقك,  ضلوعك المتعطشة,
خطتك السامية لتربيةٍ نامية,, ما لبثتْ تتحقق مع أول طلْقة..
لتشهد تلك اللحظة وفاة وولادة في نفس الجسد !!


ماتت أمي وتركت طفلها جائعٌ يبكي الإرتماء بين أحضانها..
مسكينٌ هو.. إذ أتى من الظلام إلى الظلام
بلا أم بلا حضن وبلا وطن..


واهاً لتلك المصيبة, لقد زاد المظلومون واحد
وفي كل دقيقة ينبثقُ من شرنقتهِ مظلومٌ آخر !!


لا زلتُ أذكرُ تلك النظرات التي أملَتْ إليَّ عمقاً, تتعهدني بذاك المولود
بعد أن خرجت منها : "يا بني في بريدك رسالة"
وقد أشارت حينها إلى ذاك الجانب الذي تعيش فيه بلادي مقيدة !!


تأملتها حرفاً حرفاً.. عجباً لها !!
في هذا الحرف تأخذين بيدي, وفي هذا توبخين خطئي, في هذا الحرف
تضمينني, وفي ذاك لدربي قٌدُماً تدفعينني..
هنا زرعتني في الإسلام, هنا أهديتني كتاب,
وهناك رسمتِ لي الهدف ليكون على عاتقي أن أشقَّ الطريق..


على عهدك يا أمي أمضي..أرثُ منك الغاية والهدف
زادي قلبٌ ملتزم, وفكرٌ يعيد مجدنا بين الأمم..
أقرأُ مكتبة, أتعلمُ هندسة, أصقلُ موهبة, آخذ بأيدي إخواني ..
ننهض سوياً, نخطط, نقتحم بهدوء, نتعاون, نثبت وجودنا بأسمى وسيلة
ينجلي فينا "الأنا" ليكون عرس شملنا..


قدسُ أمتي قادمون.. نفعل ما نطيقُ ومالا نطيق لأجل عودتكِ
لأجل إعادة مجدكِ, لأجل أبناءك الذين يسمعون عن الحرية..
لأجل أطفالك الذين يجوعون الاستقلالية..


ليس منّا من شغلته المحبوبة عن رسالته, وليس فينا من أقعدَتهُ الملاهي عن أمانته..
سنأتيك بإذن الله مكبّرين, منتصرين, راية الفوز رافعين
 فقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت منكِ في بُعدنا
 وآن أوان سجدة في ربوعك تُقبل جباهنا ..
سندخل وأيادينا متشابكة, وفي بريدِ كل واحد منا رسالة..
وأنتَ يا ترى, ما هي الرسالة التي في بريدك
ويحتم عليك تطبيق أحرفها في هذه الحياة؟!!؟
 هيا افتح بريدك وانظر ماذا فيه ترى؟!؟






مهندس بحق..

وبقيت أمضي في درب الحياة مثلي مثل غيري
من صف إلى صف في المدرسة ومنها الى الجامعة..
فتمر سنة تلو سنة وفي داخلي أعلم أن العلم فريضة على
 كل مسلم ومسلمة..
 هذا ما تعلمته إلى أن جاء يوم وإذ بي ذقته..
كان اللقاء مع أشخاص تقدر العلم..
 تحبه وتهديه, تكرس وقتها لتعطيه, لا لأنه فريضة وحسب بل لأنها تقدره وتستمتع فيه..

تسألهم فيساعدون بلا مقابل ويجيبون.. يشعرونك بقيمتك ويتواضعون..
العقل يحترمونه وفيه يزرعون.. وإنها والله لتصيب في كل مرة لصدق ما ينوون..
أنْ طاعة لله وعمارة للأرض"إياه يعبدون وبه يستعينون"
هي رسالتهم من أجدادهم ابن الجزري,ابن سينا وابن الهيثم وعلى دربهم يكملون..

أيها العلم سأستمتع فيك ..
هذه كانت بدايتي , ولكن سرعان ما تزاحمت الإحباطات في مخيلتي , حين نظرت إلى واقع العلم الذي أعيشه ,

 ومدى ما يملكه رأسي من خزان علم شبه فارغ  ,
الإحباطات كانت عبارة عن هواجس وتشويشات تخاطرت في ذهني..
ومنها:  أي العلوم أولى أن أتعلمها , ومن هو مصدر علمي , وهل من حولي مؤهلين ليقدموا لي معلومة ؟
ضحكت مع نفسي .. لأني أعلم بالواقع الذي أمر به والذي اعيشه واتعايش معه ..
د. طارق سويدان  قال : المثقف يعرف كل شيء عن شيء ويعرف شيء عن كل شيء ..
50% في موضوع واحد و 50% في كل المجالات الآخرى.. فكانت هذه الإجابة عن أول تساؤل..

 أعلم أن هندستي هي الآولى بين العلوم , هيَ حُلمي ,
ومصدرُ الإلهام الدائم , هيَ ينبوع الطاقة التي ترويني وتروي الأمّة ..





بين الأدوات والإلكترونيات ملاذي منها وإليها وبها أضع بصمتي 
 من الهندسة بدأتُ المسير
غير أن الطريق طويــــــــــل ويحتاج الكثير
لا سيما وجودنا في مباني لا تمت لها بأي صلة إلا القليل
كان يجب علي أن أكمل في سبيل تحقيق
الهدف, وغير الاعتماد على نفسي لم يكن هناك بديل
فبت أجاهد, أفهم ثم أدرس ثم أتقدم للإمتحان!
ولكأنني أصبحت طالبا ومعلما في آن معاً

لازمتني كتبي فأكتب برنامجا هنا وأقتحمُ مدونة علم من هناك
وأشاهد فيديو ليتسع الفكر ..

قد يتسلل التعب والعبء الثقيل بين حين وأخر ..
فنستذكر الغاية .. والهدف
كم هو أعمق مما تتخيلون
فقد بات العلم عشقا يراودنا نتللذ به..
ونروي عقولنا العطشى منه
وأصبح "المسنجر" بيننا مكتبة نقيم فيها حوارات علم
لنخرج منها بفكرة, بدرس, بخبرة

كان يحتم علينا وضع بدائل في كل صعبِ يواجهنا
فأصحاب الهندسة عمالقة لا يسألونك ما الحل ,وإنما أي حل تريد؟؟
ألمنا دافعٌ لأملنا حتى نكون جديريين بلقب "مهندس".. 

من هنا تنبع رسالتنا من الألم بالتقصير .. من الشعور بالهوان
من التنازل عن كوننا دوما الأوائل في ساحة العلم,
فليتكم تدركون العلم والعمر قبل فوات الأوان

باسم رفيقي درب ومن قبلهم ثلةٌ من العلماء المسلمين "ابن خلدون ويحيى عياش" 
باسم كل مهندس مخلص 
نناديكم.. ننشدكم أن تعودوا إلى العهد
فقد كفانا تأخير.. كفانا تكاسل
لنلحق بمن سبقونا بل ولنسبقهم..
ضع هدفا.. خطط.. تهيب ..تزود واشرع في تحقيق الحلم.. وكن مهندساً بحق ..

كُتبت بأقلام هنّدسية : (سوزان دودين  & هبة علي )






الجمعة، 18 مارس 2011

حفل زفافي..



لطالما كان واقعي مزهراً.. وأحلامي صغيرة يُداعبها الطموح من حينٍ لآخر...
أسيرُ سيْرَ الغرباء .. نهضويٌّ عابرُ سبيل..
وفي جوانحي قلب..
قلبٌ ولربما كان نبضه ملتزم..
صفحةٌ بيضاء.. في سطورها خطة نهضتي..
كفاحٌ لمستقبلي.. تقديرٌ لأبي وأمي
بين حروفها حبٌ لأخوتي.. وفي طياتها شوقٌ لزوجتي..

وإذ بالأحلام ترتقي.. فما عادت تلك تستوعبني !!
أصبحتُ رجلاً أُحيلُ تلك الأحلام إلى ملامحٍ تُكملُ لوحتي..
وذاك القلب بدا نبضه يُثير اهتمامَ الضلوع من حوله فيُعلنها لهم
"وجدتُ وردتي" ..!!!

وردةٌ حمراء.. الحياءُ سيقانها..
يعلو ورقاتها قطراتُ ندى.. ويُشِعُّ بين أطرافها الذكاء..
وكلما لمحتُها أدخلتُها قلبي أكثر..
وكلما تكلمتْ تعلقتُ بها أكثر...

صارحتُها بإختياري لها وازدادتْ احمراراً..
وعدتُها بأنني لها راعٍ ولا مُتَخَلَّي..
وأصبحتُ بين حالمٍ ومُتَمنِّي.. أبحثُ الأغصانَ أبني منها عُشِّي....

ظننتُ أنني أقترب وما دريتُ أنه قد كُتب لي أن أبتعد..
حالَ بيني وبين وردتي.. كُسرَ خاطري..
وأنا الذي سأخرجها من بستانها لعمقِ قلبي..
هُدمتْ أحلامي..وضقتُ ذرعاً بأيامي

الرضا كان حليفُ قلبي..
لا بأس سأمضي.. فإن لم يكن هنا ربما يكون هناك فألمي صغتُه أملاً يرافق دربي..
سأغلقُ صفحة حلمي ولكنني سأكتبُ آخرها
"أنتِ حوريةُ جنتي".. !!

حفل زفافي هناك.. بين الأحبة والأنبياء
عقد قراني مقامه تحت عرش الرحمن..
سأنتظرها هناك.. ليأتيني الرسول قائلاً هاك..
سأراها بفستانها الأبيض.. والكل يصفقون
صديقاتها .. أخواتها ..قريباتها حولها يزغردون
 سأقبلُّ جبينها أمامهم ..
وليشهد الجميع أنها ما حييتُ ستبقى وردتي....
  





فلنكن دوماً في عناق..


 
 ما إنْ لمحتها تمشي صوْبي.. حتى ابتسمت..
فالمسافة بيننا أصبحت مترين..

وإذ بي أقتربُ منها فلهفتي أكبر من أنتظر َبضع خطوات لوصولها..
قطعتْ مترها وقطعتُ متري فتلاقينا..
وكان العنـــــــــــــــــــــــــاق...




وإذ بالضلوع تضم الضلوع.. والدموع تهنأ الدموع..
هنيئاً لنا.. مرحباً بالرجوع


تعانقنا .. لتقول اشتقتْ فأردُّ شوقي أكبر
لأهمسَ أخطأتْ فتردُّ سامحتكِ وأكثر..







اليوم يومي أيها الأصدقاء..
بعد غياب طال وطال.. بعد ألم وتجاهلٍ ونسيان.. بعد فقدان الأمل والهجران

اليوم يومي إذ لممتُ شمل قلبي..
عانقتُها وكيف لا أفتحُ فيه ذراعيّ لأطوّقَ صديقتي..
أتُراني أبخلُ عليها..
أتُراني أصدها..؟!؟
أتُراني أكتم فرحتي برجوع تسنيمة القلب..


فإن تركتموني أبتعد عنها يوما ما استطعتم أن تبعدوني عن ذكرياتها..
عن سرقة نظرة لها .. عن السؤال عنها دون علمها وعلمكم..
فإن حرمتُ اللقاء لم تحرمني إياه الأحلام..
وكأنها كانت تقول لي هي صديقتك وإن قست عليكِ..
فأستيقظُ وعهدي وإيّاها قد تجدَّد.. تجدَّدُ بداخلي مع ذكرياتي التي كانت زادي..


فإن تركتُ يوماً ما نسيتُ وقفاتها معااي .. وإن صمتُّ يوماً ما نسيتُ ضحكاتها وإيّااااي
ما نسيتُ مواقفها .. ما نسيت مانسيت........










عناقنا كان عرساً عَلَتْ فيه ضحكات الأصدقاء من حولنا
وعيونهم تهنأ وتصفق ترحيباً بعودة القلوب من جديد ..
تصافحنا تصافينا.. ونظرنا للسماء


وإذ بهم يقولون ما أجمل الهلال..
ولكنه ما كان هلالاً يا أصدقائي لقد كان القمر يبتسم لكم!!
ليقول لكم هذا هو الحب في الله..
إياكم والتفريط فيه بعد الآن!!

قلبٌ ملتزم..


 أينَ المفرُّ منكَ أين أيها القمر....؟!؟
بانَ الأمرُ وبدا على ملامحي الأثر..
ضِقتُ هرباً وكتماناً
وجئتكَ اليوم أعترفُ وأُشيعُ الخبر.....

عيناكَ تلاحقُني.. أنفاسُكَ تخاطُبُني..
إصرارُكَ يُحاصرُني... بين لحظةٍ وأخرى تُذكِّرُني وتحاصِرُني..
كلُّ ذلك أَشْعَلَتْهُ فيكَ جزءٌ من ثُلاثياتٍ كُنا نلتقي فيها...
ثُلاثياتٌ ليس لها في لغةِ الزمن حُسبان,, ولكنها في قلبينا عملُ كلمٍ طويـــــــــــل..
أُمضيها دون قلبي الذي يموت ويحيا انتظاراً بما أعودُ لهُ من القليــــــــــــل...







لا تُعاتبني أيها القمر....
فقد تعبت..
تعبتُ من لا مبالاةٍ أمامك واحتراقٍ في غيابك...
ولربما يأذن الزمنُ فنبوحُ بما كتمناه..
ونتحدثُ عن ما شعرنا به وأخفيناه...
وإن لم يأذن فأنتَ محظوظٌ أيضاً,, فلقد حظيتَ بصمتٍ حواهُ قلبٌ ملتزم...

عمرتي..

 وبكيت أيها القمر,, نعم بكيت ..
فقد تحقق الحلم,
 وانجلى ماكان قد أصابني من ألم,
وهاهي مقلتي تنكبُّ تضم وتشم الحرم...

بكيتُ فالشوق لهذا اللقاء أكبر من أن يقال..
وزيارة مكة قلبي إحدى ما كنت أملك من أماني وآمال..
بكيتُ فالأمس ما أجمله؛ لقد كنت فيه هناك....!؟

أي نوع هو ذاك المكان ؟!
مامن بقعةٍ فيه إلاّ وتجد إنسان..
وما من سجدةٍ عأرضه إلاّ وتزدك إيمان ..

عجباً له.....!!؟
يأتيه الناس من كل مكان..
يضعون فيه ما جاءوا يحملونه من همٍ وأحزان..
 فهذا يدعو وهذا يبكي وذاك ساجدٌ وهذا يشكي
كلهم يطلبون رضا الرحمن

عجباً له.....!!؟
فما عدت أدري إن كانت زمزم هي التي تسقي الظمآن؟!!؟
أم ما يملئ الأرجاء ويصدح فيها من صوت الأذان؟!!؟
أم أنفاس السديس تهز المصلين حينما يرتل القرآن؟!!؟

وبكيت وبكيت.. وكيف لا أبكي أيها القمر؟!!؟
وقد تعلق قلبي بها وانصهر,, وذكرياتها علّمت مقلتي السهر؟!!؟
فليته يكتب لنا لقاء آخر القدر,, ولا يحرم أحدنا منه؛ فهذا ما أتمناه لكل البشر....!!؟




الأربعاء، 16 مارس 2011

علّمني أبي..

ووقفْتُ أنتظرُ تارةً أمامَ النافذةِ وأُخرى عندَ الباب..
أنتظرُ وفي خاطري للتأخيرِ تَتَخَبَّطُ الأسباب...
أُحَدَّثُ نفسي وأسألُ دونَ أنْ ألقى لأسألتي ردَّاً أو جواب...

فالوقتُ يَمُرُّ والغيابُ بدأ يطول..
وهاجِسٌ يذهَبُ لِيَدَعَ هاجساً آخرَ يجول....
أبي أنا هُنا ,, جِئتُ بنفسي لِلُقياك...
وفي داخلي ألفُ لهْفَةٍ لتقبيلِ يُمناك....



أبي ما نسيتُكَ فبعدَ كُلِّ صلاةٍ عند البابِ موعدُنا...
تأتينا من المسجدِ لِتمْسحَ على رؤوسِنا,, هذا ما اعتدْنا عليهِ وهكذا تَرَبَّيْنا....

ما بكَ أبي؟!  لمَ الصمتُ؟؟
أمّ تُراك لا تسْمَعُني؟!؟
أبي لقد طال الغيابُ فمِنْكَ لا تمْنَعُني....





أبي ليتكَ تعلم؟!؟
فقد اشتقتُ لِذراعيْنِ بين أحضانُكَ تَضُمُّني...
اشتقتُ لِقُبْلَةٍ فوق جبيني تَزيدُني قُرْباً منكَ وتَشُدُّني...
كما اشتقتُ إلى حنانٍ وأنشودَةٍ كُنْتَ بها تُدَلِّلُني.....

أبي أعلمُ ما تُريدُ قوله : فهذا حكمُ الزمنِ وهذا قدَرُنا..
وهذا ما اختارَهُ الله لنا,, الحمدُلله, ورِضانا لا يَفُوقُ شوقَنا إذْ غَلَبَنَا....

أبي لقدْ علّمَني سَفَرُكَ الكثير,,
 وصَقَلَ هَوِيَّتِي رُغم وَقْعِ ألَمِهِ المَرير...
تعَلَّمْتُ الصبرَ وتقديرَ البشر,,
تعَلَّمتُ العطاءَ لِنَيْلِ الثَّمَرِ كما يفْعَلُ الشجر..
تعَلَّمتُ أنّ أهدافي هناك.. تعيشُ على سطْحِ القمر...
تعلَّمتُ التميُّزَ وأنْ لا أرضى بعمَلٍ دونَ إتقان,,
 أن لا أستَسلِمَ مهما حصلَ أو كان...
وأنْ أحيا بالأملِ وأنْ أزرَعَهُ بين بني الانسان...

صدَّقني أبي,,
غُربَتُكَ رُغمَ أنّها آلَمَتْني إلاَّ أنَّها كم عَلَّمَتْني...
وزادَتْني فخراً وإعجاباً بكَ ,, وصَبْرُكَ على بُعْدِنا أَذْهَلَتْني...

لكَ تَحِيَّةٌ منّي أبي بدأتُها بالشوقِ والآلام..
وسَأَخْتِمُها أبي بالدُّعاءِ لكَ والسَّلام....