الأحد، 24 أبريل 2011

"اقرأ" تطالب بحقها

تفضّل.. فتحتُ الباب وبخطوات هادئة وصلتُ المكتب..
وضعتُ ورقة خالية إلاّ من :
"مديري الفراغ عذراً,, أقدم استقالتي..."

ألى أين؟؟
لا إلى مكان وإنما سأعتزل..

سأعتزل القليل إلاّ الكثير؛ إنما يكفيني من الجليس جلساء !
ومن الصديق أصدقاء!!
غير أن صديقي هذا لا ذكرٌ ولا أنثى وإنما من جنس الورق..
لا شهيق ولا زفير وإنما روح فيك تتنفس
لا أوتار ولا حنجرة وإنما حديثه بصوتك أنت
يفهم حاجتك دونما لفظ, يحاور عقلك دونما خطاب..
ألم يقولوا وخير جليس في الزمان كتاب؟؟
وأنا أقول جليس بألف ألف جليس !!

سبحان من بدأ كتابه لا بإسجد ولا بصلًّ وإنما بإقرأ !
ولعمري إنها مفتاح لألف باب..
اقرأ لتعي لتتعلم لتغذي العقل فتعرف عظمة الخالق
تزدد خشية فتعمل وتُقبل ساجداً تارة وناهضاً لإصلاح الأمة تارة أخرى..



وإن مثل النهضة والمجد كمثل نواة في عنصر مشع, والناس حولها في مدارات
فمنهم قريب ومنهم بعيد فأبعد , ومنهم لا يُرضيه سوى المدار الأول !!
والذكي من يتزود ليقترب فتجذبه هي أكثر ..

وقالوا سيُقام معرضٌ للكتاب فهرعت والرفاق, ولبينا النداء
وقلنا لن يسبقنا أحد..
ما إن أطلقتُ نظري فأبصرت كتب هنا وأخرى هناك
وقد تشبّع المكان برائحتها, حتى أصابتني رغبة في القفز والصراخ
كطفل التمس يتخبط من الفرحة بوجود الدمى من حوله..
أيها يأخذ وأيها يستقي !!

إلى أن وقع بصري على زاوية كان قائدها "الراشد" فانتصبتُ كشجرةٍ
باتت مزروعة هناك لا ترتوي وقلتُ دعوها علي وقد اتفقنا أن تشتري
كل منا كتاب مختلف نتداوله فيما بيننا وبهذا يكون الكتاب قد قرأه الجميع..




أما أجمل لقطة ..
حينما دعوت قريبتي للذهاب معي, وقد كانت تقول :" مالي والكتب" !!
وإذ بنا نغادر وفي يدها خمسة كتب !!

عانقتها بنظراتي؛ مضينا وابتسامة نصرٍ تعلوني
أتمتم داخلي :
ما شبعت ولا ارتويت ولا حتى اكتفيت !! "هل من مزيد" !!
وقطعت عهدا أن تكون غرفتي جدرانها الكتب
لا الاسمنت ولا الحديد...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق