الأربعاء، 16 مارس 2011

علّمني أبي..

ووقفْتُ أنتظرُ تارةً أمامَ النافذةِ وأُخرى عندَ الباب..
أنتظرُ وفي خاطري للتأخيرِ تَتَخَبَّطُ الأسباب...
أُحَدَّثُ نفسي وأسألُ دونَ أنْ ألقى لأسألتي ردَّاً أو جواب...

فالوقتُ يَمُرُّ والغيابُ بدأ يطول..
وهاجِسٌ يذهَبُ لِيَدَعَ هاجساً آخرَ يجول....
أبي أنا هُنا ,, جِئتُ بنفسي لِلُقياك...
وفي داخلي ألفُ لهْفَةٍ لتقبيلِ يُمناك....



أبي ما نسيتُكَ فبعدَ كُلِّ صلاةٍ عند البابِ موعدُنا...
تأتينا من المسجدِ لِتمْسحَ على رؤوسِنا,, هذا ما اعتدْنا عليهِ وهكذا تَرَبَّيْنا....

ما بكَ أبي؟!  لمَ الصمتُ؟؟
أمّ تُراك لا تسْمَعُني؟!؟
أبي لقد طال الغيابُ فمِنْكَ لا تمْنَعُني....





أبي ليتكَ تعلم؟!؟
فقد اشتقتُ لِذراعيْنِ بين أحضانُكَ تَضُمُّني...
اشتقتُ لِقُبْلَةٍ فوق جبيني تَزيدُني قُرْباً منكَ وتَشُدُّني...
كما اشتقتُ إلى حنانٍ وأنشودَةٍ كُنْتَ بها تُدَلِّلُني.....

أبي أعلمُ ما تُريدُ قوله : فهذا حكمُ الزمنِ وهذا قدَرُنا..
وهذا ما اختارَهُ الله لنا,, الحمدُلله, ورِضانا لا يَفُوقُ شوقَنا إذْ غَلَبَنَا....

أبي لقدْ علّمَني سَفَرُكَ الكثير,,
 وصَقَلَ هَوِيَّتِي رُغم وَقْعِ ألَمِهِ المَرير...
تعَلَّمْتُ الصبرَ وتقديرَ البشر,,
تعَلَّمتُ العطاءَ لِنَيْلِ الثَّمَرِ كما يفْعَلُ الشجر..
تعَلَّمتُ أنّ أهدافي هناك.. تعيشُ على سطْحِ القمر...
تعلَّمتُ التميُّزَ وأنْ لا أرضى بعمَلٍ دونَ إتقان,,
 أن لا أستَسلِمَ مهما حصلَ أو كان...
وأنْ أحيا بالأملِ وأنْ أزرَعَهُ بين بني الانسان...

صدَّقني أبي,,
غُربَتُكَ رُغمَ أنّها آلَمَتْني إلاَّ أنَّها كم عَلَّمَتْني...
وزادَتْني فخراً وإعجاباً بكَ ,, وصَبْرُكَ على بُعْدِنا أَذْهَلَتْني...

لكَ تَحِيَّةٌ منّي أبي بدأتُها بالشوقِ والآلام..
وسَأَخْتِمُها أبي بالدُّعاءِ لكَ والسَّلام....


هناك تعليق واحد:

  1. معاناة واحدة ..
    لحكمة أرادها الله ..

    ويبقى الشوق والذهول إلى نهاية العمر ..

    تحياتي لكِ صديقتي ورفيقة دربي !
    معاً نبث الأشواق!!

    ردحذف